قفزة تاريخية في أسعار الذهب وسط تصاعد المخاوف الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق، مدفوعة بزيادة الطلب على الأصول الآمنة في ظل تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

وجاء هذا الصعود وسط حالة من الترقب التي تسيطر على الأسواق المالية مع اقتراب الإعلان الرسمي عن خطط الرسوم الجمركية الجديدة.

في المعاملات الفورية، ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 3143.05 دولار للأوقية، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3148.88 دولار في وقت سابق من الجلسة، ولم يكن هذا الأداء استثنائيًا فحسب، بل شكل امتدادًا لاتجاه صعودي قوي شهدته الأسواق في الفترة الأخيرة، حيث سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا مماثلًا بنسبة 0.6% ليصل سعرها إلى 3169.50 دولار، كما عكست بيانات الجلسة الماضية أفضل أداء فصلي للذهب منذ عام 1986، مما يعزز مكانته كملاذ آمن رئيسي خلال الأزمات الاقتصادية.

لم يقتصر التأثير على الذهب وحده، بل شمل المعادن النفيسة الأخرى التي شهدت تحركات متباينة في أسعارها، فقد تراجعت الفضة بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتصل إلى 34.04 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين انخفاضًا بنفس النسبة ليستقر عند 991.41 دولار.

في المقابل، تمكن البلاديوم من تحقيق مكاسب بنسبة 0.8% ليصل إلى 989.19 دولار، مما يشير إلى تباين في توجهات المستثمرين وفقًا لخصوصية كل معدن في الأسواق العالمية.

تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق بشأن التداعيات الاقتصادية للسياسات الحمائية التي تتبناها الولايات المتحدة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خططه للكشف عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية الواسعة يوم الأربعاء،

في خطوة تهدف إلى حماية الصناعات المحلية وتقليص العجز التجاري، هذا الإعلان المرتقب ساهم في تعزيز الطلب على الذهب، حيث يلجأ المستثمرون إليه كخيار آمن في مواجهة التقلبات الاقتصادية وعدم اليقين الذي يحيط بالأسواق المالية.

وكانت الأسعار قد تخطت حاجز 3100 دولار للأوقية يوم الاثنين، في أول سابقة من نوعها، مدفوعة بموجة جديدة من الاستثمارات في الملاذات الآمنة، وتأتي هذه الطفرة في سياق توقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي، خاصة مع استمرار حالة الغموض التي تخيم على المشهد الاقتصادي والسياسي.

ومع استمرار تصاعد التوترات التجارية، يبقى الذهب في موقع الصدارة كخيار استثماري مفضل لأولئك الذين يسعون إلى حماية ثرواتهم من تقلبات السوق.