مجتمع

تنقرض الأحزاب ..أو إعلان نهاية ” جبهة الدفاع عن المؤسسات” “فديك” في نسختها المنقحة..ويبقى الوطن

 

 

محمد الطالبي

تشتعل الحرب في ثنايا حزب الجرار من أجل مسحه من خارطة الوجود السياسي وإعلان نهاية ” جبهة الدفاع عن المؤسسات ” “فديك” في نسختها المزيدة والمنقحة من حيث طريقة الإخراج والأسماء التي تكلفت بداية بوضع المشروع عبر جمعية لكل الديمقراطيين، والتي شكلت أو توهم أصحابها بأنها ستلعب دور الجناح الدعوي ” حاضنة إيديولوجية”  للحزب في محاولة لمنح مصداقية أكبر للمشروع عبر صنع قاطرة أو طليعة مشكلة من بقايا يساريين أو يساريين محبطين في تجارب عديدة طواها الفشل والنسيان، وتم بث الروح في شخوصها من أجل قيادة المشروع، وشكل نواتها الصلبة عديد من المتقاعدين، مهنيا وسياسيا، وحتى من حاربوا بعضهم سابقا من كل الاتجاهات وجربوا كل المسارات حد التماس مع قضايا الوحدة الوطنية، ومنهم من جرب الاعتقال السياسي والحقيقة والإنصاف …

في حين تشكل منزلو  الإيديولوجية، أو بتعبير آخر الشغيلة السياسية، من الإقطاعيين ومحترفي الانتخابات بالطريقة التقليدية ممن فُرضوا أعيانا على القرى والبوادي، وشاهدنا أن حزبا حداثيا ديمقراطيا وليبراليا حتى، نجح في المناطق المحافظة بالعالم القروي ولم نجد له أثرا في شوارع المدن الصناعية والسياحية، ولم تخرج تركيبته في المجالس المنتخبة عما كان سابقا في اللفيف الإداري، مع وجوه جديدة عُبدت لها الطرق واستفادت دون أن يكون لها دور، في حين ظل الصراع خفيا بين من نزلوا للميدان بوسائل مادية وإعلامية ضخمة وبين من استفادوا من عائدات الحزب من حيث التموقع في قيادة أهم جهات المغرب، ورئاسة مجلس المستشارين وفريق من 102 برلماني وبرلمانية تبين أنه بدون مهمة تشريعية ولم يلعب دور المعارضة ولا دور الأغلبية، واقتصر دوره على معارضة بنكيران في المرحلة الأولى والتودد إليه في أحيان أخرى، قبل أن يجد ” الحزب” نفسه في وضع لا يحسد عليه وخرج إلياس العماري أو أخرج من صدارة المشهد الحزبي، ليفقد معه البام صوته وحركيته وربما دوره .

وأحزاب الإدارة بمختلف ألوانها وحتى انخراط جزء من الإدارة في المشروع ” البامي” اليوم وبعد أن خرج فتات الحقيقة إلى السطح عبر الصراعات الوهمية بين الأعضاء، من حق الشعب المغربي أن يعرف حصيلتها بشكل جماعي وفردي ومعرفة ما جناه أشخاص بعينهم من مال وسلطة وجاه جعلت بطاقة الجرار صمام أمان ضد القانون ووسيلة لتحقيق المآرب، وكيف تم تبييض وجوه خرجت من الرماد لا نعرف عنها شيئا وأضحت بدفعة جرار تسير الشأن العام، وهنا أقول إن  إلياس العماري وأنا اختلف مع خطابه من أصله، كان له دور في إخراج وصناعة نكرات من العدم ربما جزء منهم اليوم يضربون تحت الحزام بعدما كانوا مجرد كومبارس يسير بإشارة منهم، والغريب أنه حتى رجالات سلطة وإدارة أصبحوا تحت رحمة مدفعية هذا الحزب في زمن ما.

كل ذلك لا يرقى إلى الكلفة الكبيرة التي أداها الوطن من مستقبل الديموقراطية وإجهاض الانتقال الديموقراطي ووقف قطاره بل وجعله خارج السكة، اليوم هاهم الرفاق يتصارعون ويتباكون، ولن يقدم أي منهم الحساب وسيتفرقون في أرض السياسة وسيعاد انتشارهم من جديد ولنفس الغرض بطريقة جديدة لن تخلو من تشويق في وقت يئن فيه الوطن ولا أحد يريد سماع أنينه، الآن المدعون وسماسرة السياسة في مختلف الطيف يرون الحياة جميلة ولا تحتاج إلا لمزيد من الامتيازات لصالحهم لأنهم اختصروا الوطن في جحورهم وذويهم، وأقرب جزيرة خارج تراب الوطن أقرب إليهم من الوطن، لأن الوطن لن يكون مجرد مكان للعيش فقط، الوطن انتماء طوعي واختياري .

إن احتلال المشهد السياسي بالمال والجاه والإدارة والتدليس  والنصب والكذب، لعبة يمينية مارستها الإقطاعية والفيودالية والليبرالية والجماعات المتطرفة بكل مشاربها، لكن منطق انتصار الشعوب عقيدة إنسانية، وأما الممثلون اليوم فلا مكان لهم في الماضي ولا في المستقبل .. فعلا تنقرض الأحزاب ويبقى الوطن

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى