سياسة

الساسي: يقدم عناصر في تفسير أسباب تراجع اليسار المغربي

قال محمد الساسي القيادي بالاشتراكي الموحد، إن ما تبقى من تجربة اليسار قوة فاعلة ومؤثرة، يمكن أن نقيسه اليوم بمؤشر الانتخابات، ولذلك نحن نلاحظ اليوم كيف أن حزاب اليسار انتقلت من خانة الأحزاب الكبرى لخانة الأحزاب الصغرى وبدون تزوير.

إلى ذلك أكد الساسي في مداخلته خلال الندوة السياسية التي نظمها المؤتمر الوطني الاتحادي، أول أمس السبت بالدارالبيضاء في محور سؤال إعادة بناء اليسار المغربي، أننا ملزمون أن نجيب على سؤال ماذا وقع؟، ولما وقع هذا التراجع في اليسار،  وفي سبيل الاقتراب من هذا السؤال أكد الساسي أن البعض يعيد هذا التراجع لسبب تراجع فكرة الاشتراكية في العالم، والبعض الأخر لسوء تسويق خطاب اليسار، وعدم جودة المرافعة عن خطابه، فيما يؤكد الساسي، أن تقييم وسؤال التفكير في هذا  التراجع، يعيده البعض الاخر  لهذا الميل المجتمعي نحو التدين، ولميل مجتمعي ظهر فيه اليمين بلبوس ديني، ليستدرك المتحدث ذاته أنه وفي  في الوقت الذي كان فيه في الماضي يشكل الإسلاميون حلفا مع النظام علينا أن نسجل عجز النظام وحليفه أن يهزم اليسار.

في نفس السياق، أشار الساسي في معرض تفسيره أسباب تراجع اليسار المغربي، أنه لا يمكن أن نفسر سبب التراجع خارج أربعة عوامل أساسية، مؤكدا أن  العامل الأول يتمثل في دخول تجربة 1976 و1977 الانتخابية، بدون مواكبة ولا تقييم، وكان فيها الاتحاد الاشتراكي وكأنه فوجيء بها وبنتائجها، ولم يكن له ما يكفي من الوسائل ولا الإمكانيات لمتابعتها وسبر أغوارها، وتمت في ظل بنية تنظيمية فيها كثير من تزاوج وعدم وجود مسافة بين مسؤوليات التسيير للمناضلين في الجماعات ومؤسسات تسيير الشأن العام، والمسؤوليات التنظيمية في الحزب.

في تقدير الساسي، في الندوة ذاتها، أن سبب تراجع اليسار المغربي في معرض عرضه لعوامل التراجع،  توجد فكرة عدم  إخلاص اليسار للتعاقد الذي كان قائما مع قواعده الشعبية، وكانت مشاركته في حكومة 1998، التي قدمت عناصر الدفاع عن خوضها بوعد تناوب توافقي للوصول إلى  تناوب ديمقراطي وهو ما لم يتحقق، والتي لخص اليوسفي عناصر عدم تحققها  في محاضرة بروكسيل  من خلال غياب وسائل العمل، وازدواجية السلطة والدولة، وثقل البنيات التقليدية، وهي التجربة  التي كانت عاملا رئيسيا حسب الساسي في تفسير تراجع اليسار.

وإلى ذلك أشار الساسي إلى عامل رابع  أساسي في تفسير تراجع اليسار ممثلا في الديمقراطية الداخلية، فحيث كان مبررا إلغاؤها بسبب عامل القمع والظروف الاستثنائية في تشكل اليسار المغربي في بدايته، إلا أنها وبانتفاء أو تراجع هذا العامل لم يشتغل اليسار على إعدة بنائها داخله، وباتت عنصرا معرقلا لتوسعه.

يتبغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى