سياسةكورونا

تفنوت: مابعد كورونا مسبوق بسؤال ما قبلها وكورونا تعيد طرح سؤال الدولة وسؤال من يحكم ؟

أكد الإعلامي وأحد وجوه اليسار المغربي، عبدالرحيم تفنوت، من موقع الصحافي وفي علاقة بالمشاهدات الأولى، أنه نوجد اليوم مع جائحة كورونا إزاء انقلاب كبير، وتحولات كبيرة، وأن المقاييس في فهم عناصر هذا الانقلاب مازلنا بعد لم نتمكن منها، دولة ومجتمعا، الكل ينظر في أجزاء وتغيب عنه أجزاء أخرى، هناك الآن تغييرات مست القشرة الأنطربولوجية، لقد كان المجتمع يعيش رمضانه بكل طقوسه الدينية والاجتماعية، ولم يكن يوما يتصور أنه سيعيش رمضان بدون صلاة وتراويج جماعية، وسيصبح المسلم كالمسيحي يصلي لوحده، هناك أيضا أوضاع سوسيواقتصادية تهتز، هناك منازل تضم عدة أفراد تتكون من غرفة واحدة ومرحاض، الجائحة فرضت عليهم اليوم أن بقضوا في هذه المنازل ساعات وساعات أكثر من السابق، هناك اليوم انضباط باستعمال الكمامات وغيرها من الإجراءات التي فرضتها الجائحة، وهو ما يشكل ترويضا قهريا وعنيف للمجتمع سيكون له ما بعده.

جاء ذلك، خلال الندوة الرقمية، التي نظمتها شبيبة حزب التقدم والاشتراكية، أمس الاثنين، والتي كان ضيفها المؤرخ مصطفى بوعزيز وبحضور العضو القيادي لحزب التقدم عبدالواحد سهيل، حيث أضاف الإعلامي تفنوت، أن هناك أشياء خطيرة اليوم تحدث ومنها توقف عجلة الاقتصاد، والانعكاسات الاجتماعية على العديد من الأفراد والأسر والمغاربة لهذا التوقف، وأنه توقف إن طال ستكون له تأثيرات كبيرة وكبيرة جدا.

في نفس السياق، طرح الإعلامي عبدالرحيم تفنوت، سؤالا مفاده هل كنا على استعداد أو على الأقل كنا نوعا ما مستعدين أن نكون في مواجهة نوع من مثل هذه الامتحانات، الجواب هو لا، الإرث التي راكمه المغرب منذ 1956 إلى اليوم يظهر الآن وبوضوح، يظهر لنا ليس في تدبير حكومي كما هو مأمول، ولكن بتدبير ملكي ممركز، ومن تم نحن بإزاء تساؤلات كبرى، عن معنى الانتخابات، ومعنى وجود مؤسسات منتخبة، وبالتالي وفي ارتباط بسؤال الندوة، مغرب ما بعد كورونا، يضيف تفنوت، نجد أننا في واقع الأمر بصدد ديالكتيك جد معقد في الحقيقة ما بين مغرب ماقبل كورونا ومغرب خلال كورونا ومغرب ما بعد كورونا.

المتحدث ذاته، أوضح أن مظاهر الإرث الذي راكمه المغرب منذ الاستقلال، يظهر اليوم بوضوح، ويسائل القوى الحزبية واليسارية، وفيه سؤال الدولة ومن يحكم في المغرب؟، أيضا جائحة كورونا طرحت مشكل الاقتصاد في المغرب، ومن يتحكم فيه، وأي نمط في الاقتصاد وضعناه لصالح المجتمع ولصالح التنمية؟، وهل سنواجه كورونا وانعكاساتها بصندوق التبرعات والأعمال الخيرية، أم أن البلاد محتاجة اليوم إلى تخطيط، وفي هذا يشير تفنوت، أتوجه بهذه الأسئلة لعبدالواحد سهيل، وعن استمرار نفسه الإشكال في الصراع مع الدولة، حول أي نمط مجتمعي مطروح لصالح المغرب والمغاربة، وفي هذا الإطار لنتذكر أطروحات الراحل عزيز بلال التي تأسست على ما اعتبر عوامل اللاقتصادية في التنمية، وهو بالتأكيد نقاش يطرح نفسه اليوم من جديد,

في السياق ذاته، طرح المتدخل ذاته، ماسماه بالاشتراطات على الدولة، حيث اليوم لم يعد اليساريين يطرحون اشتراطاتهم على الدولة، وباتوا يتنازلون بسخاء مثلما تنازلوا بالأمس بسخاء، اليوم مطروح إن صح التعبير الحكامة على المستوى الاجتماعي، والاجتماعي اليوم لم يعد ما فاض على أصحاب المال والأغنياء الكبار المترفهين، لنعطي القليل منه للطبقة العاملة التي تصنع المغرب، لنمنحها بضع دراهم زيادات في السنة، الاجتماعي اليوم يأخذ أبعادا كبرى ودالة، ومنها معضلة الصحة العمومية وما مورس فيها قبل كورونا، وليس بعد كورونا لأنه لاضمانات توجد أنه ستحدث القطيعة في ممارسة الفاعليين في اختيارات الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى