رأي/ كرونيك

بكاري يكتب: المغرب في عز التنديد بجرائم إسرائيل خارجيته تتحدث عن الذهاب في العلاقة معها لأبعد مدى!!

سباحة ضد تيار بروباغندا التضليل:

حتى أمريكا “الأمبريالية” دعت لوقف مصادرة البيوت في حي الشيخ جراح.
حتى الاتحاد الأوروبي”المتواطئ” اعتبر ما تقوم به إسرائيل غير قانوني ، ويخالف القانون الدولي.
أما الأمم المتحدة فأصدرت بلاغا يعتبر ما تقوم به السلطات الإسرائيلية يكاد يرتقي لجرائم حرب، وهو جريمة دولة.
حتى دول الخليج “الرجعية”: السعودية والكويت وقطر حفظت ماء الوجه ،ونددت بما يحدث،،
المغرب الذي يترأس لجنة القدس ، ولا مجرد تعليق.
المغرب الذي في بيان إعادة العلاقات مع إسرائيل الصادر عن الديوان الملكي، ذكر بمسؤوليات الملك باعتباره رئيس لجنة القدس. (إذا كانت الخارجية مجال سيادي للملك، فبوريطة يجب أن يكون تحت سقفه لا فوقه، إلا إذا كان البلاغ لتخفيف الصدمة).

بقلم خالد بكاري

المغرب وفي عز التنديد العالمي بجرائم إسرائيل ، اختار وزير خارجيته أن يصرح بأن المغرب متحمس لتطوير العلاقات مع إسرائيل لأبعد مدى (تصريح لم ترحب به الخارجية الإسرائيلية بعد مرور ثلاثة أيام عليه، حيت ما مساليينش للمغرب دابا).

المغرب الذي برر إعادة العلاقات مع إسرائيل بالمساعدة على السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ربما ينتظر المزيد من تدهور الأوضاع ليقتنع بوجود انتهاكات تقوض السلام غير الموجود اصلا، وهي في جوهرها انتهاكات تمس الحق في الحياة والسكن والتنقل والذاكرة والأرض والهوية والوجود.

سيخرج التبريريون ليقولوا “الصحراء أولا”، وهم يعلمون ألا علاقة لملف الصحراء من قريب أو بعيد بالتعبير عن الموقف مما يحدث،، ويعرفون أننا لحد الآن لم نربح سوى بروباغاندا كاذبة من الاتفاق الثلاثي، فلا قنصلية بالداخلة، ولا موقف مؤيد بمجلس الأمز، وأصبح القرار الرئاسي لترامب بمثابة سيف ديموقليس للتهديد بإمكانية التراجع عنه، كما تهديد الجزائر بإمكانية تفعيله.
قرار وضع في الثلاجة، قرار بدون ضمانات لتفعيله. قرار قال الذين لا يجارون البروباغندا منذ البداية : إن الإدارة الأمريكية القادمة لن تلغيه ولن تفعله في الوقت نفسه،.

كانت كل المؤشرات آنذاك تقود نحو عودة “الاستبلشمنت” وكنس الإرث الترامبي. لكن دبلوماسية “الدق تم” كانت تراهن على “منقذ”، هو بدوره كان في حاجة لمن ينتشله من الغرق.

أزمة مع إسبانيا وهو شريك اقتصادي وتجاري مهم، وجار شمالي من مصلحتنا أن لا تتطور العلاقات مع نحو التأزيم، في ظل علاقة أصلية متدهورة مع الجار الشرقي، واقتراب تونس من الجزائر أكثر من المغرب، والتزام موريتانيا بالحياد السلبي.
أزمة مع ألمانيا التي تقود الاتحاد الأوروبي، واعجب للمحللين الذين يقولون: ألمانيا قوة اقتصادية وليست سياسية،، قول من لا يفهم لا سياسة ولا اقتصادا.

برود في العلاقات مع الدولة العميقة الفعلية بفرنسا، بحيث فشلت كل محاولات دفعها لمجاراة قرار ترامب، ولم نكسب سوى فرع لحزب ماكرون بالداخلة، وكأن لسان حاله: هذا جهدي عليكوم.

انتظارية قاتلة بخصوص الموقف الأمريكي مع الإدارة الجديدة بسبب أن اتفاق اللحظة الأخيرة كان بدعم وتدبير من لوبي محسوب على اليمين المحافظ، والذي خسر ومازال يخسر مواقعه مع الإدارة الجديدة. حتى في الملف الإيراني، الذي في الوقت الذي هاجم بوريطة إيران في لقائه مع “إيباك”، وكأن الترامبية والنتانهونية هي التي تحكم، غيرت الإدارة الأمريكية من لهجتها في مواجهة إيران، وبدأت تتحدث عن إمكانية مواتية للتقدم في حل الملف النووي الإيراني ،وأنها إيران ربما جادة في البحث عن توافقات.

استبعاد مسكوت عنه في الساعات الأخيرة لدور المغرب في الملف الليبي.

التوصيات الأخيرة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، يشي بأننا نعيش مشاكل داخل الاتحاد، بخلاف ما يتم ترويجه.

ثم يتحدثون عن دبلوماسية ناجعة، في الوقت الذي تتردد في إنتاج موقف بخصوص أحداث تقع في مدينة يرأس الملك لجنتها: لجنة القدس..

الدبلوماسية ليست هي: الدق تم،، واعطيه العصير،،

الدبلوماسية “الاستباقية” وهو لفظ يكرره “المداحون والتبريريون” هي أن تعمل على حل الخلافات قبل ان تظهر على السطح، لا أن تنتج ردود أفعال انفعالية بعد أن “يقضى الأمر”،،

في الدبلوماسية الناجعة يكون “الدق تم بالسكات”، وليس بضجيج البروباغندا والميليشيات الإعلامية والمحللين الذين لو سكتوا ،لكان خيرا لهم.

اعرف ان هذا الكلام لن يعجب كثيرين وأن “الأقصاف” ستنطلق،، ولكن ان نسبح ضد تيار يقود للهاوية، افضل من المشاركة في حفلة الاستغباء.

بس: استمعت وقرأت لأساتذة وخبراء مغاربة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية بمستوى عال، ويشتغلون في مراكز بحث عالمية متخصصة، ويدافعون عن مغربية الصحراء وقضايا البلاد بنضج واقتدار،، لكن دبلوماسية بوريطة لا تريد حتى الاستفادة منهم، لعلة قديمة في الإدارات المغربية تحترس من الكفاءات الحقيقية اعتقادا من المسؤولين عنها انهم “،غيديولوم بلاصتوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى