رأي/ كرونيك

الأموي وزيان و”لعبته القذرة“ التي لا تنتهي..

محمد نجيب كومينة
يلعب زيان لعبة قدرة أخرى  شبيهة بلعبته عندما أسست له “الشبيبة الملكية” في نهاية الستينات من طرف “الكاب1″ (ديوان أوفقير الذي تحول إلى دي إس تي سنة 1972برئاسة إدريس البصري)، وكلف بالاعتداء على  طلبة  الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من الاتحاديين والشيوعيين والتجسس عليهم، وبلعبته عندما التحق بمختلف الأحزاب الإدارية بتوجيه من صهره وموجهه رضا أكديرة والتحكم في خيوطه إدريس البصري، وعندما نصب محاميا وناطقا باسم المورطين في سنوات الرصاص يسب الديمقراطيين والتقدميين و”يغرق لهم الشقف” كما كان يفعل صديقه أحمد مجيد بنجلون الدي اشتهر  باسم “الغراق”..
وعندما كان يدافع عن الدولة في الملفات القمعية بتهيج وعدائية متطرفة، تتجاوز دائما حدود القانون والدفاع، المعتقلين في ملفات سياسية ونقابية ويبرر بلا حياء ولا رمشة عين ممارسات استبدادية وقمعية فظيعة، بما في دلك دفاعه عن اعتقال ومحاكمة المناضل محمد نوبير الأموي، الدي كان قائدا للكونفدرالية الديمقراطية للشغل وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وقتئد، الدي لم يدخر جهدا من أجل الحكم عليه بالعقوبة القصوى سواء في المرحلة الابتدائة والاستئنافية، وكنت  متتبعا للمحاكمة وقمت بتغطيتها لجريدة العلم التي نشرت صورة الأموي لأول مرة ووصف له بالمناضل والقائد النقابي، وأأدكر أن رئيس الجلسة في المرحلة الابتدائية القاضي محمد لديدي شعر بإحراج شديد أمام همجية زيان التي خلقت ردود فعل قوية من دفاع الأموي.
ويلعب زيان، الذي بقي الوحيد المرتبط بإدريس البصري بعدما تنكر له عملاؤه السابقون لما “توخرت به” وبدأ يبحث في الشارع عمن يصافحه، نفس اللعبة التي لعبها عندما تصدى لمسلسل العدالة الانتقالية وهاجم ضحايا سنوات الرصاص ووصفهم بأقدع الأوصاف وكأنه “غراق” في محاكم القرون الوسطى (الغراق l’accusateur مهمة تختلف عن وكيل  الدولة المدافع عن الحق العام في النظام الملكي في فرنسا قبل  الثورة)، إد يستمر اليوم في تصفية حساباته مع يسار كرهه مند أن غادر حزب التحرر والاشتراكية بسبب إمرأة  حاقدا ومستعدا للانتقام، أما فيما يتعلق بالحاكمين اليوم فهو  يمارس عليهم الضغط بعدما رموه وتركوه لايلوي على شئ ونسوا خدماته ضد الحريات والديمقراطية واستعداده الدائم لتقديمها، والفوز بالمنافع التي تعود بها والتغطيات التي توفرها لأكثر الممارسات قدارة..

هو الآن يحاول أن يستعمل هدا الخطاب عله يفيده في استرجاع مكانه كأحد بيادق المخزن الدين تم تكليفهم دائما بالمهام الوسخة وتم تعويضهم ببيادق جديدة تصلح أكثر منه لهدا الوقت وتجيد اللعب على الحبال وخلق الخلط. وأعتقد أن عين زيان على هؤلاء الدين “كلاو ليه عشاتو” أكثر من غيرهم

لقد وجد في الإسلاميين ورئيسهم السابق عبدالإله بنكيران، وفي قضية بوعشرين التي ارتكبت فيها أخطاء واكتست طابعا سياسيا لاشك، قنطرة للعودة من بعيد، من دائرة النسيان والإهمال، وكان ولابد، والحالة هده، من خلق الضجيج بأكثر الطرق فجاجة كي يتواصل مع جمهور من المداويخ يشاركه كرهه لليسار واليساريين وللحداثة والحداثيين، ويستعمله لاكتساب طلعة مزورة تمسح عنه قدارة تاريخ وسخ، ونجح نسبيا في دلك، إد وجد حتى وسط من يمارسون التواصل لفائدة الظلاميين بقناع يساري ومن يستعملون شبكاتهم في الغرب من يزعمون أن الرجل تغير وأنه صار ضد المخزن بعد أن “طلع به”.
وهو الآن يحاول أن يستعمل هدا الخطاب عله يفيده في استرجاع مكانه كأحد بيادق المخزن الدين تم تكليفهم دائما بالمهام الوسخة وتم تعويضهم ببيادق جديدة تصلح أكثر منه لهدا الوقت وتجيد اللعب على الحبال وخلق الخلط. وأعتقد أن عين زيان على هؤلاء الدين “كلاو ليه عشاتو” أكثر من غيرهم.

ورغم الخلاف داخل الاتحاد  وقتئد، في وقت كان فيبه الأموي قويا داخل حزبه، فإن الاتحاديين،  ومعهم كل اليسار وأيضا الاستقلاليين، كانوا يتبنون موقفا واحدا من لعبة البصري ومن معه التي شرع في تنفيدها بخبث مند أن اتفق الحسن الثاني مع بوستة على إمداده بمدكرة متضمنة للإصلاحات التي يطالبان بها

زيان يعتقد أن دوره في محاكمة بوعشرين، ولا أعترض على حق الدفاع ولا على حق بوعشرين في اختيار من يدافع عنه ولا على علاقة الشخصين التي برزت في آخر افتتاحيات بوعشرين،(مع مطالبتي بإطلاق سراحه)، ويعتقد زيان كدلك أن علاقته بتلامدة عبدالكريم الخطيب، الدي كان مخزنيا أكثر منه، ممن تورطوا بالدفاع عن قتلة الشهيد عمر بنجلون وبقوا سائرين في طريق مناهضة كل التقدميين، وإ نافقوا من باب إعمال التقية، يمكن أن توفر له صدى ووسيلة، مع علمه بتوفرهم على دباب إلكتروني عدواني، ويمكن له والحالة هده أن يروج لكل أصناف الأكاديب واختلاق السيناريوهات التي تصلح لأفلام دراكولا.
نوبير الأموي اعتقل بسبب إضرابات الثمانينات وحركاتها التي خلقت هزات كبرى، ون بينها انتفاضة الدار البيضاء 1981 وانتفاضة فاس 1990، وبسبب خطابه المحرض وكانت تصريحاته للبايس الإسبانية ولجريدة المواطن التي استعمل فيها وصف “منغانتيس” (القطاطعية) تبريرا لاعتقاله ومحاكته، وكانت الغاية هي  إضعاف الاتحاد الاشتراكي الدي صارت الكونفدرالية قوته الضاربة التي استعملها لخلخلة ميزان القوى في ظروف التراجع الدي عرفته ثمانينات القرن الماضي.
ورغم الخلاف داخل الاتحاد  وقتئد، في وقت كان فيبه الأموي قويا داخل حزبه، فإن الاتحاديين،  ومعهم كل اليسار وأيضا الاستقلاليين، كانوا يتبنون موقفا واحدا من لعبة البصري ومن معه التي شرع في تنفيدها بخبث مند أن اتفق الحسن الثاني مع بوستة على إمداده بمدكرة متضمنة للإصلاحات التي يطالبان بها، وسلماها له في أكتوبر1991 وشكلت قاعدة لتعديل الدستور سنة 1992، إد كان البصري خارج الترتيبات ومعه من يتحكم فيهم، وكان يخشى من أن يكون المسلسل الدي انطلق وقتئد، وقاد إلى عفو عام ومشروع للتناوب، نهاية جبروت بناه في فترة توتر قصوى.
زيان كان ممن يخدمون أجندة البصري وقتئد، بعد مرض اكديرة وفشل الاتحاد الدستوري الدي كان زيان في قيادته. الكدب على الأحياء في هدا الوقت يشي بحالة نفسية أكثر اضطرابا من دي قبل. لا أدافع عن أي أحد ولا عن أي طرف ولست اتحاديا كي أتولى مهمة من هدا القبيل، وحال الاتحاد بوجود بعض العناصر في قيادته تخدم أجندات شبيهة بما خدمه  زيان لايرضيني ويؤلمني، لكنني أقدم شهادة عما عاينته وعايشته ردا على من يعتبرون داكرة المغاربة قاصرة  ويمكن التلاعب بهم. زيان من الماضي، من سنوات الرصاص، والمفروض أن تطوى صفحته ولا يبقى لها من مكان غير الداكرة والأرشيف.
تحياتي للمناضل الكبير محمد نوبير الأموي وأتمنى أن يكون وضعه الصحي قد تحسن وأن لايهتم بالخزعبلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى