رأي/ كرونيك

لا أرى التمديد قرارا مناسبا ما لم تكن هناك معطيات لدى الحكومة لا يعرفها الرأي العام

محمد نجيب كومينة صحافي

من واجب الحكومة أن تستمع جيدا للعلماء والسلطات الصحية قبل اتخاذ أي قرار في هذه الظروف، التي يتقدم فيها حساب الصحة العامة أو الحياة على ما سواه، لكن القرار السياسي لا يمكن أن يكون ذو بعد واحد وإلا فقد وجود الحكومة جدواه وبات ممكنا ترك القرارات لتقنيي ومختصي كل قطاع من القطاعات، وأصبحت مختلف المؤسسات التمثيلية زائدة.

مناسبة هذا القول هو إعلان رئيس الحكومة عن تمديد الحجر والطوارئ الصحية لثلاثة أسابيع، الذي أرى شخصيا، مالم تكن هناك معطيات لدى الحكومة لا يعرفها الرأي العام، أنه قرار غير مناسب ولا يراعي جملة من الأمور التي كان من اللازم أخذها بعين الاعتبار، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو النفسية أو الأمنية أو غيرها، كي لا يزيد الشئ عن حده فينقلب الى ضده.

فقد كان مطلوبا بكل تأكيد، من باب الاحتياط الواجب، تمديد الحجر إلى ما بعد عيد الفطر، وحتى فرض حالة منع الجولان يوم العيد إذا دعت الضرورة، لكن أسبوعا واحدا كان كافيا، ولنقل عشرة أيام، على أساس أن رفع الحجر وحالة الطوارئ الصحية يتطلب الدخول في مرحلة أولى انتقالية في بداية يونيو، يستمر فيها منع الانتقال بين المدن، تليها مرحلة ثانية في منتصفه تتحدد معالمها بالمعطيات المجمعة خلال الأولى، وخلال المرحلتين يتم فتح الاقتصاد تدريجيا مع تكثيف المراقبة الصحية والتحليلات والالتزام بالتباعد الاجتماعي والكمامات، وهذا ما تبرره الحالة الوبائية نفسها التي لو انتظرنا وصولها إلى R0 لتورطنا فيما لامخرج منه.

نعم لرأي العلماء والأطباء، وحتى للنمذجة modélisation التي قامت بها مندوبية التخطيط رغم عدم توفر شروطها وتحولها والحالة هذه إلى تيه في المجهول، لكن القرار السياسي مطالب بان يستحضر مجموعة من المتغيرات التي لا يمكن للتقني والعالم والطبيب استحضارها، وبأن يتعاطى وتعقيد الوضعية بأفق أوسع وحساب لا تسيطر فيه الهواجس والتخوفات منظورا إليها بشكل خطي وحدها.

ذلك أننا نحرص نحن أيضا على مكاسب تدبير المرحلة السابقة التي أوصلتنا إلى عدد محدود من الوفيات وبقاء النظام الصحي قادرا على استيعاب عدد المصابين وغير ذلك، ومن منطلق نفس الحرص نرى أن تدبير الخروج من الحجر الصحي يجب أن يكون منتظما ويجب، على الخصوص، أن يجعلنا جميعا كمغاربة، دولة وشعبا، نتبع نهجا قويما بعد رفع الحجر بقناعة شاملة ما أمكن حماية للحياة والصحة العامة، ولا يحدث ما من شانه أن يبدد ما تراكم وما اكتسب.

وأرى أن بإمكان الحكومة أن تتدارك بعد العيد في ضوء المعطيات التي ستتطور فيما يتعلق بالحالة الوبائية والاستعدادات لتدبير ما بعد الحجر.

شخصيا لا أفكر في نفسي، لان الحجر لا يضغط علي والبقاء في البيت لمدة أطول لا اثر له على نفسيتي، لكنني أفكر في الآخرين، ومنهم من يعيش في بيت ضيق تجتمع فيه أسرة متعددة الأفراد، ومنهم من لا يمكن أن تغطي مساعدات الدولة حاجيات أسرته…الخ، كما أفكر في كل ما يمكن أن ينشأ عن محاربة خرق الحجر من توترات وغيرها، “باش مانوصلوش للي احرث اجمل دكو” كما يقال.

قد لا يكون هذا الرأي صائبا، لأنني لا أ توفر على كل المعطيات الدقيقة التي استند إليها قرار تمديد الحجر لثلاثة أسابيع، لكن الغاية منه هي التنبيه على أمل أن ننجح في كل المراحل ونجنب بلدنا كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى