مجتمع

“العطلات التعليمية” في فرنسا.. تعبئة الخبرة المغربية لرأب الفجوة الرقمية لدى الشباب

تمت تعبئة الخبرة المغربية في المجال الرقمي بفال دواز، في منطقة إيل دو فرانس، من خلال مدرسة فرنسا الرقمية (ديجيتال فرانس سكول)، التي أسسها ويرأسها المغربي محجوب بياسين، الخبير في الذكاء الاصطناعي، والمجال الرقمي، والابتكار الاجتماعي والتضامني، سعيا إلى المساهمة في الجهود الرامية إلى رأب الفجوة الرقمية لدى التلاميذ المنحدرين من أحياء شعبية، في إطار المبادرة الحكومة “العطلات التعليمية”.

وبهذه المناسبة، احتضن مقر هذه المدرسة للتكوين في تقنيات الإنترنيت، التي تحظى بتصديق الدولة الفرنسية “غراند إيكول دو نومريك”، في سيرجي، البلدة التي تقع في مقاطعة فال دواز، حفلا لتوزيع نحو عشرين حاسوبا على التلاميذ الذين يعانون من صعوبات أو المقيمين في سكن طارئ، بحضور مسؤولين محليين، وممثلين عن وزارة التربية الوطنية الفرنسية، والمقاولات الشريكة.

وتأتي هذه المبادرة، المندرجة في إطار مبادرة “فرنسا، فرصة. شركات فال دواز تتعبأ”، لدعم “العطلات التعليمية” التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية، قصد مساعدة التلاميذ الذين يواجهون صعوبات على استدراك التأخير المتراكم بسبب وباء”كوفيد-19″ خلال فصل الصيف.

وقال مؤسس “ديجيتال فرانس سكول” في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المؤسسة باعتبارها مدرسة “للتضامن والاندماج” تروم تكوين أشخاص منحدرين من الأحياء الشعبية الذين لا يتوفرون على شهادات، كالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء، واللاجئين، من خلال تكوينات تمكن من الحصول على دبلومات (باكالوريا+2) من دون أية شروط قبلية.

وأوضح أن التحدي يتمثل في تمكين المواهب “المستترة والمهدورة” في الأحياء الشعبية من الاستفادة من تكوين مكثف لمدة سبعة أشهر (7 ساعات في اليوم)، مع بيداغوجية جديدة بشراكة مع المقاولات التي تؤمن التداريب.

وحسب محجوب بياسين، فإن أزمة فيروس كورونا أججت الفوارق، لاسيما في المجال الرقمي لدى الفئات الأكثر تهميشا، مشيرا إلى أنه، في هذا السياق، لم يتمكن عدد من المواطنين في الأحياء الشعبية من متابعة دراستهم بسبب نقص المعدات المعلوماتية. ومن هنا انبثقت مبادرة “ديجيتال فرانس سكول” التي اقترحت على الفاعلين العموميين بلورة منصة أطلق عليها اسم “كونيكسيون سوليدير بور توس.أورغ”، لغاية تجميع وتوزيع الحواسيب، تحت إدارة لجنة للقيادة وبتعاون مع الداعمين.

وتتوخى هذه المنصة تجميع الحواسيب، والأجهزة اللوحية الرقمية، ومفاتيح الجيل الرابع قصد تمكين تلاميذ الأحياء الشعبية من متابعة تعليمهم عن بعد أو بشكل حضوري، ومتابعة التكوينات المتاحة خلال العطلات التعليمية.

وقال إن المنصة تمكنت إلى حد الساعة من تجميع أزيد من 600 جهاز حاسوب، من بينها عشرون تم توزيعها اليوم، مؤكدا أن العديد من المواطنين من أصول مغربية استفادوا من هذه المبادرة، التي سيليها تكوين مجاني لمدة أسبوع في شهر غشت، بغية تلقينهم استعمال هذه المعدات.

وأكد بياسين، من جهة أخرى، أن “ديجيتال فرانس سكول”، التي يوجد مقرها داخل بلدية سيرجي، ملتزمة في المغرب من خلال افتتاح مدارس بالمملكة، لاسيما في الأقاليم الجنوبية. وأشار في هذا الصدد إلى مشروع للتوأمة يوجد قيد التحضير بين مدينتي سيرجي وكلميم.

من جانبه، تطرق نائب محافظ تكافؤ الفرص بمقاطعة فال دواز، سيباستيان جالي، لمختلف الجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية من أجل تخفيف حدة الهوة الرقمية لدى الشباب الذين يعانون صعوبات، قصد متابعة دراستهم في سياق جائحة فيروس “كوفيد-19”.

وحسب المسؤول الفرنسي، فإن توزيع العشرين حاسوبا ليس سوى بداية مبادرة مستمرة في الزمن، في إطار تعبئة مختلف الفاعلين، من خلال منصة “كونيكسيون سوليدير بور توس.أورغ”، بتنسيق على الخصوص مع “ديجيتال فرانس سكول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى