شواهد على التاريخ

الموت يغيب عبدالرحيم برادة المحامي والناشط السياسي والمرافع الشرس في أهم المحاكمات السياسية في عهد الحسن2

توفي اليوم الأحد، المحامي البارز، عبد الرحيم برادة، عن عمر يناهز 84 عاما، وهو فضلا أنه حامي هو كاتب وناشط سياسي ومشهور بمواقفه المنتقدة للنظام السياسي، إبان فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، مثلما كان من أهم المدافعين عن الحريات وعن العلمانية فضلا عن استمراره مدافعا عن قناعاته الجمهورية .

ولد عبد الرحيم برادة سنة 1938 بمدينة الدار البيضاء، في سن 18 سنة وبعد حصوله على البكالوريا, انتقل لباريس ودرس القانون فيها. هناك التقى مع عمر بنجلون والمهدي بنبركة وقرر الانخراط في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.

في سنة 1966، سيعود إلى المغرب، مقررا وهو الذي تشبع بقي الحرية والعدالة، وفي وجدانه وعقله قرار أن يكون مدافعا عن اشتراكيي وشيوعيي المعارضة . منذ ذلك الوقت، وفعلا شارك عبد الرحيم برادة في المرافعة والدفاع في عدة محاكمات سياسية من بينها محاكمة مراكش الكبرى سنة 1971, والتي توبع فيها 193 متهما بتهم محاولة قلب النظام, وهي محاكمة رافع فيها إلى جانب عدة 51 محاميا بارزا منهم عبد الرحيم بوعبيد ومحمد بوستة وعبد الرحمن بن عمرو.

رافع في محاكمات سياسية أخرى، وكان من بينها المحاكمة السياسية الكبرى الشهيرة، التي حوكم فيها معتقلي اليسار الجديد 1977، حيث دافع في المحكمة عمن توبعوا باسم مجموعة السرفاتي ومن معه، أي قيادة منظمة إلى الأمام و23 مارس ولنخدم الشعب، ; أدى عن ذلك ثمنا غاليا من استفزازات أمنية ومحاصرة بيته المعروف بالدارالبيضاء قبلة المعتقلين السياسيين والحقوقيين، وجرى حرمانه من حقوقه والكثير من حرياته، وهو العاشق حتى الثمالة للحرية(خصوصا جواز سفره).

للراحل عبد الرحيم برادة كتابا باللغة الفرنسية صدر في 2018، عنوانه مرافعة من أجل مغرب علماني وفيه ينتصر برادة لضرورة أن يبدأ نقاش مسألة العلمانية في المغرب وأنه “ليس من المفروض أن يكون أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين فقط، بل أن يكون مدافعا عن المؤمنين واللادينيين”.

له فضلا عن الكتاب مجموعة مقالات ذات صلة، منها:

عبد الرحيم بوعبيد
عمر بنجلون
منظمة إلى الأمام
أبراهام السرفاتي
عبد الرحمن بن عمرو
،
وكان الراحل الحقوقي والمحامي عبد الرحيم برادة، أوضح في تصريحات متعددة كيف ساهم ‘البوليس المغربي” بشكل من الأشكال في تمكن عبد الكريم مطيع من مغادرة المغرب بعد ثلاثة أيام من اغتيال عمر بنجلون، مؤكدا أن إسم مطيع كان مدرجا في لائحة المتهمين يوم وقوع الاغتيال.

و كان ذكر برادة في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال عمر بنجلون، أنه كان رفيقا لهذا الأخير في فرنسا حين كان يتابع دراسته هناك، وأسسوا الفرع الأول للاتحاد الوطني للقوات الشعبية تحت قيادة المهدي بنبركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى