تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، منتصف ليلة أمس (الأربعاء فاتح شتنبر 2021)، من توقيف حارس سيارات على أبواب الستينيات، يبلغ من العمر 59 سنة، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في تعنيف ابنه القاصر، البالغ من العمر 07 سنوات.
وكانت مصالح الشرطة القضائية قد تفاعلت، بسرعة وجدية، مع إشعار تقدمت به ممثلة إحدى الجمعيات التي تنشط في مجال حماية الطفولة، حول تعرض الطفل الضحية لسوء المعاملة والعنف الجسدي من قبل والده، وهي الأفعال التي تم توثيقها بمقطع فيديو متداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن تقود الأبحاث والتحريات إلى تحديد هوية المشتبه فيه ويتم توقيفه بمنزل بحي “دوار العسكر القديم” بمدينة مراكش.
وقد نقل الطفل القاصر للمستشفى من أجل الخضوع للفحوص والعلاجات الضرورية، فيما تم إخضاع المشتبه فيه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية، وكذا تحديد الخلفيات الحقيقة لارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وكانت جمعية ماتقيش ولادي لحماية الطفولة توصلت، بتاريخ 1 شتنبر 2021، بفيديو يعرض أبا في حالة سكر يقوم بتعذيب ابنه البالغ من العمر 7 سنوات بشكل فظيع، بواسطة أنبوب بلاستيكي، حيث يوجه ضرباته العنيفة إلى رأسه، وبقية جسده، بشكل هستيري.
وأشار بلاغ للجمعية إلى أن لقكات من الفيديو تعرض قطرات الدم الذي ينزف من الطفل فوق أرضية المنزل.
وعلمت الجمعية، من خلال أحد فاعلي الخير، حسب المصدر ذاته، أن الطفل يعيش منذ سنتين رفقة أبيه، الذي حسب بعض المعلومات يتاجر في المخدرات، بدوار العسكر القديم بمراكش، وذلك بعد طلاق والدته.
وأشار البلاغ إلى أن الجمعية من خلال رئيستها، قامت، للتو، بالإتصال برئاسة النيابة العامة بالرباط، التي تفاعلت بسرعة مع شكايتها، وأعطت تعليماتها للشرطة بمدينة مراكش للقيام بما يمكن القيام به، من أجل تخليص الطفل من بين مخالب أبيه.
وأضاف المصدر أن الشرطة بالمدينة الحمراء، سيما، أفراد الدائرة الثامنة، وبتعليمات من النيابة العامة نقلوا الطفل إلى المستشفى، وهو في حالة صحية مزرية، كما أوقفوا الأب وأحضروا والدة الطفل.
وأشار البلاغ إلى أن ممثلة الجمعية بالمدينة الحمراء، أمينة حزم، تابعت كل الخطوات التي تم القيام بها.
وشكرت جمعية ماتقيش ولادي لحماية الطفولة رئاسة النيابة العامة، وشرطة مدينة مراكش، لإستجابتهم السريعة لالتماسها بالتدخل لتخليص الطفل من التعذيب وتوقيف المتهم.
وأدانت الجمعية هذا الفعل والسلوك غير الأبوي الذي يمس الطفل في عرضه وفي جسده وفي مستقبله.كما أدانت كل من تسول له نفسه من بعيد أو من قريب المس بالطفولة رمز مستقبل المغرب.
