الأوسكار 2025: ليلة الحسم لأهم أفلام العام في سباق الجوائز السينمائية

مع اقتراب لحظة الإعلان عن الفائزين في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2025، تزداد التوقعات والتكهنات حول الأعمال السينمائية التي ستظفر بالتماثيل الذهبية في ليلة تعدّ الأهم في صناعة السينما العالمية.

برزت في هذا الموسم مجموعة من الأفلام التي استطاعت أن تحصد ترشيحات قوية، مما يجعل المنافسة في العديد من الفئات شديدة التعقيد.

يأتي في مقدمة الأعمال الأكثر ترشيحًا فيلم *إميليا بيريز*، الذي تمكن من اقتناص 13 ترشيحًا، متفوقًا على جميع المنافسين، هذا الفيلم الموسيقي الكوميدي الذي أخرجه جاك أوديار يتناول قصة غير تقليدية عن زعيم عصابة مخدرات يخضع لجراحة تأكيد الجنس، ليصبح بعد ذلك امرأة تُدعى إميليا.،لم يكتف العمل بإثارة الجدل بسبب موضوعه الجريء فقط ، لكنه أيضًا حصل على ترشيحات في فئات رئيسية، من بينها أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثلة في دور رئيسي لكارلا صوفيا غاسكون، التي دخلت التاريخ بكونها أول ممثلة متحولة جنسيًا تحصل على ترشيح للأوسكار، كما حصد ترشيحات في فئات أخرى مثل أفضل ممثلة في دور مساعد لزوي سالدانا، وأفضل فيلم دولي، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل موسيقى تصويرية، مما يعزز من فرصه ليكون أحد أبرز الفائزين في الحفل.

في المركز الثاني من حيث عدد الترشيحات، جاء فيلم “الوحشي” بـ 10 ترشيحات، وهو عمل ملحمي يتناول تجربة المهاجرين بأسلوب سردي قوي، حيث يجسد أدريان برودي دور البطولة في شخصية معمار مهاجر يكافح لتحقيق أحلامه وسط العقبات الاجتماعية والسياسية، الفيلم لم ينجح فقط في حجز مقعده ضمن سباق أفضل فيلم، لكنه أيضًا حصل على ترشيح لأفضل مخرج لبرادي كوربيت، وأفضل ممثل في دور رئيسي لأدريان برودي، إلى جانب ترشيحات في فئات السيناريو والتصوير السينمائي والتصميم الفني، مما يجعله أحد أكثر الأعمال تكاملاً في الموسم.

على نفس الدرجة من المنافسة، برز فيلم “ويكيد” ، المقتبس عن المسرحية الغنائية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، هذا العمل السينمائي الاستعراضي الذي أخرجه جون إم. تشو استطاع أن يجذب الانتباه بفضل أدائه البصري المبهر، وحصل على 10 ترشيحات، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور رئيسي لسينثيا إيريفو، وأفضل ممثلة في دور مساعد لأريانا غراندي، فيما يمثل الفيلم تجربة سينمائية غنية بالتفاصيل الموسيقية والفنية، ما يجعله من أبرز المرشحين في الفئات التقنية والفنية.

في سياق الأفلام التي فرضت حضورها بقوة، نجد “الاجتماع السري” ،الذي يدور حول عملية انتخاب بابا جديد داخل الفاتيكان، حيث تلعب الحبكة السياسية والدينية دورًا محوريًا في السرد الدرامي المشوق. الفيلم حصد 8 ترشيحات، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج لإدوارد بيرغر، بالإضافة إلى ترشيح رالف فاينس لأفضل ممثل في دور رئيسي، الطابع الغامض والتحليل العميق للسلطة والقرارات المصيرية جعلاه واحدًا من أكثر الأفلام إثارةً للنقاش في الموسم الحالي.

أما فيلم “مجهول تمامًا” ، الذي يسلط الضوء على السنوات الأولى من حياة الموسيقي الأسطوري بوب ديلان، فقد نجح في جمع 8 ترشيحات أيضًا، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج لجيمس مانغولد، وأفضل ممثل في دور رئيسي لتيموثي شالاميه.
يقدم العمل نظرة فريدة على رحلة نجم موسيقي نحو النجومية، ما يجعله منافسًا قويًا في فئات السيناريو والأداء التمثيلي.

إلى جانب هذه الأفلام البارزة، سجلت بعض الأعمال الأخرى حضورًا مميزًا في قائمة الترشيحات، من بينها فيلم “أنورا” الذي حصل على 6 ترشيحات، ويتميز بأسلوبه الواقعي الذي يعكس قصص الحياة اليومية بطريقة مؤثرة، بينما عاد “كثيب: الجزء الثاني” إلى الساحة بـ 5 ترشيحات، ليؤكد نجاح الامتداد السينمائي لملحمة الخيال العلمي المقتبسة من رواية فرانك هربرت.
أما فيلم “المادة”، فقد تميز بطابعه الرعب الجسدي وأسلوبه الجرئ في تناول قضايا التمييز في صناعة السينما، مما منحه 5 ترشيحات في فئات مختلفة. في المقابل، استطاع فيلم “نوسفيراتو” أن يقتنص 4 ترشيحات بفضل إعادة تصوره لفيلم الرعب الكلاسيكي، بينما دخل فيلم “أنا ما زلت هنا” المنافسة بـ 3 ترشيحات.

حفل الأوسكار هذا العام لن يكون مجرد حدث احتفالي، بل سيحمل في طياته لحظات فارقة في تاريخ السينما، خاصة مع ترشيحات تفتح أبواب النقاش حول التمثيل والتنوع في الصناعة. من المنتظر أن يشهد الحفل الذي يقدمه الكوميدي كونان أوبراين العديد من المفاجآت، إذ سيتم بثه مباشرة على قناة ABC ومنصة Hulu، مما يمنح الجمهور حول العالم فرصة متابعة هذه اللحظة التاريخية التي تحدد ملامح مستقبل السينما.